Saturday, December 21, 2013

حقيقة ما حدث للدكتورة رولا الصفار في مطار الكويت






نعاني وبشكل ممنهج من قوائم منع دخول المواطنين الخليجيين وعلى رأسهم البحرينيين بعد ثورة 14 فبراير إلى دخول الكويت عن طريق المنافذ البرية أو عبر مطار الكويت الدولي حيث إنه ومنذ  الثورة البحرينية صدرت قوائم منع من مملكة البحرين تحث دول الجوار على منع مواطنيها من دخول تلك الدول بحجة المساس بأمنها أو كونهم قضوا محكوميتهم في  السجون البحرينية بسبب حراكهم السياسي الأخير أو حتى العائد إلى فترة التسيعينيات كما يسميها الشعب البحريني . فمازالت هناك عدة أسماء لنشطاء سياسيين منعوا من دخول دولة الكويت رغم إن الزمن قد  ولى وعفى عن تلك الأحداث ومن المفترض أن تكون الأحكام السياسية قد سقطت  بعد ميثاق العمل الوطني * . 


ما حدث في يوم الجمعة صباحا 20 ديسمبر 2013 - حادثة متكررة إعتدنا عليها وأعتدت عليها شخصيا فالكثير من أصدقائي أنتظرهم لساعات في المطار حتى يتم الإنتهاء من التحقيق معهم وخاصة القادمين من مملكة البحرين ، وسبق أن ناشدنا وزير الداخلية بالتدخل لمنع تكرار مثل هذه الحوادث التي تسبب لنا بالحرج الإجتماعي أمام زوار الكويت وحرج أمني كون إن معظم الحجة التي يلقاها المسافر هو تشابه في الأسماء ولطالما سمع أصدقائي هذه الحجة فما عدد الأسماء المتشابهة التي تقع فيها أجهزة الأمن في كل مرة بعد تعطيل وتأخير للقادمين لساعات طويلة تتسبب لهم بالتعب والشقاء من رحلة لا تتجاوز الساعات إلى إمتداد طويل يجعلهم يعزفون عن دخول الكويت مجددا التي لطالما أحبوها ويعتبرونها وطنهم الآخر 

كنت أنتظر منذ العاشرة صباحا وصول الطائرة التي تقل صديقاي دكتور نبيل تمام الدكتورة رولا الصفار من البحرين إلى الكويت ، إنتظرت رغم إن الإعلان يشير إلى أن الطائرة مبكرة في ذلك اليوم إلا أن لم يخرجا بعد .. فعللت ذلك بسبب الحقائب التي قد تتأخر .. لكن وبعد مرور الكثير من المسافرين القادمين من البحرين تيقنت بأن خطبا ما حدث خاصة إن الساعة تجاوزت 11:15 صباحا ومن المفترض أن تكون الطائرة قد وصلت في الساعة 10:35 صباحا .

إتصلت في الدكتور نبيل تمام وأخبرني بأن الدكتورة رولا قد تم تحويلها لمكتب السكرتارية للتأكد من هويتها لأنها لم تدخل الكويت منذ عدة سنوات 
ثم بقيت أنتظر حتى إنتهاء الإجراء إلا أن الإجراء بدا أطول بكثير من مجرد تسجيل وتأكيد .. 

وفعلا بقينا ننتظر حتى الساعة 12:56 حيث أخبرتنا بأنه تم التحقيق معها عن سبب قدومها إلى الكويت وماهي وظيفتها أو إذا كانت تعرف أحدا هنا لتلتقيه تلك الأسئلة الشخصية جدا والتي أعتقد بأنه ليس من حق أي إنسان أو جهاز أمن وطني  أن يسأله لإنسان مسافر حيث إن المسافرين يهبطون بمختلف توجهاتهم السياسية والدينية والإجتماعية في مطار الكويت يلتقطون حقائبهم ويغادرون مسرعين ليستقبلهم من لا يعرفهم جهاز الأمن الوطني ولا يدري إلى أي جهة يتجهون جميعا !

وفي تمام الساعة 1 ظهرا إلتقاها قيادي برتبة عليا في وزارة الداخلية أيضا .. وأخبروها بأنهم ينتظرون أوامر عليا للنظر في السماح بدخولها من عدمه حيث نقلت في تلك الأثناء إلى الطابق العلوي للمكتب التابع لأمن المطار 

وبعد إنتظار طويل إمتد إلى الساعة 3:30 شاهدنا الدكتورة رولا تلتفت في قاعة إستقبال المسافرين تبحث عن وجه مألوف .. وجه كان ينتظرها .. أسرعت إليها وإحتضنتها وإعتذرت منها لأننا رغم كل ذلك الحب الذي نحمله لأصدقاءنا إلا أننا غير قادرين على منع الآخرين من التسبب لهم بالأذى لأنهم يحملون هوية ما لا تتماشى والتوجه السياسي للبلد أو للإقليم .. وهذا إمتداد وحادثة صغيرة أخرى لما يحدث للمسافرين البحرينيين على المنافذ الحدودية الكويتية حيث إننا كنا نشير إلى تلك الحوادث عند وقوعها وندون التقارير بشأنها فأصبحت تراكمية وتحمل تراكما مزعجا منفرا يجعل البحريني يهرب من دخول الكويت لأن هناك تمييز واضح في التعامل معه عبر الإساءة إليه وإلى هويته ومذهبه وتوجهه السياسي والتحقيق معه إلى أين سيذهب من بعد الكويت وأي تيار يتبع وأي ولاء يحمل للأسرة الحاكمة أو إن كان مشاركا في أحداث 14 فبراير وهل كان معتقلا وغيرها من الأسئلة التي لا تتماشى مع وظيفة من هم على الحدود أو الموظفين التابعين للجمارك !

كما إن لا سلطة قانونية ودينية يحملها الموظفون هناك فهم يصادرون كل ما لا يتماشى وأفكارهم وتوجهاتهم الشخصية سواء كانت دينية أم إجتماعية أم سياسية فلا قانون يتيح ويجيز لهم ذلك فيخرقون القانون بتصرفاتهم حتى تتعدى إلى المسائل الأخلاقية والمهنية إذ أن المكان المقطوع دون رقابة يشعرهم بأن ليس هناك ضوء  أعلى يرى الساحة الصحراوية التي يمر فيها المسافر والموظف الذي من المفترض أن يلتزم بالقانون برقابة ذاتية .

ولو كانت قصصنا غير واقعية فمن أين أتينا بهذا الكم الهائل من الشكاوى والتراكم الذي إمتد لثلاثة سنوات حتى الآن ؟ هناك خرق وإنتهاكات بالجملة لحقوق الإنسان تحدث بين حين وآخر أبرزها الحرمان من حرية التنقل و حق ممارسة الشعائر الدينية أو التعامل بإسلوب حاط للكرامة الإنسانية و إنتهاءً بالإحتجاز لساعات تعسفيا .

لكن بما إننا مؤمنون بما نفعل وسنبقى نفعله وسنساهم في نشر ثقافة تخولنا من منع تكرار مثل هذه الإنتهاكات سنفعل لطالما لدينا كل السبل المتاحة وإن لم تتوفر سنخلقها فلدينا القدرة والإرادة على فعل ذلك .




للإطلاع :


فيديو لماذا يحاكمون - الكادر الطبي البحريني 


تقرير هيومن رايتس ووتش - الكادر الطبي البحريني يتعرض للقصاص 

أنصح وبشدة قراءة كتابة شوكة الأطباء ويباع في مكتبات لبنان وممنوع من الخليج يتحدث عن معاناة الكادر الطبي البحريني 

No comments:

Post a Comment

Note: Only a member of this blog may post a comment.