Thursday, October 6, 2016

ناصرنا ..




هو كويتي مسقطة جنسيته قبل الغزو العراقي وقد غادرت أسرته إلى كندا وعاشوا زمناً هناك حتى نالوا الجنسية الكندية 



ما هي قصة ناصر مع القضية البحرينية ؟


تعود قصته إلى عام 2011 حين ألقي القبض عليه أثناء الحراك في البحرين سنة ٢٠١١ ، تم توقيفه أثناء محاولة عودته إلى الكويت وضربه، كما تم تجريده من جواز سفره وأخضع لتهديد السلاح ثم نقل إلى زنزانة انفرادية في سجن القرين حيث تعرض للتعذيب والصعق بالكهرباء وتوجيه تهمة المشاركة في اختطاف شرطي وهي القضية المعروفة بقضة "هوزمان" . كان ناصر مريض يعاني من تضخم بالقلب وتعرض لجلطات في الرئة منذ اعتقاله حيث تم حرمانه من حقه في الحصول على العلاج ومنعوا إدخال أدويته


تم الإفراج عنه بعد 31 يوماً لكن أوراقه الثبوتية كانت رهن جهاز الأمن الوطني  لذلك لم يتمكن من الحصول على العلاج اللازم حتى بعد خروجه من السجن إلا أن منظمة أطباء بلا حدود وفروا له الدواء اللازم .

مثل الرس أمام المحكمة العسكرية التي شكلها الحاكم العسكري حينها المشير خليفة بن أحمد ومجلسه العسكريّ الذي يضم قائد خلية البندر الوزير أحمد عطية الله.



 وافته المنية عن عمر يناهز 33 سنة، في صباح يوم ٢٠ سبتمبر/ايلول ٢٠١٦ في مدينة تورونتو بكندا بعد أن كان في غيبوبة منذ يوم ١٤سبتمبر/ايلول بينما كان ينتظر عملية زرع مزدوجة لقلبٍ و رئة. كان ناصر الراس المدير التنفيذي لمنظمة سلام لحقوق الإنسان.







ما هو واجبنا إتجاه ناصر الرس ؟



حقيقة أشعر بخيبة أمل كبيرة جراء ردود الأفعال الباهتة في الكويت بعد انتشار خبر وفاته ولم أشعر فقط بخيبة أمل بل بخجل شديد جراء تفاعل المجتمع الدولي وتراجعنا كثيراً وعجزنا التام عن القيام بعمل مماثل ، من المفترض أن تتصدر الجمعيات الكويتية بيانات العزاء والتسابق للتفاخر بما قدمه ناصر الرس كأول حقوقي كويتي يتعرض للإعتقال والتعذيب الوحشي ويتوفى بعد سنوات من العلاج جراء هذا التعذيب الذي أقعده وجعله يتنفس عبر انبوب لا يفارق أنفه فقط لأنه قام بواجبه ، لم يتعذر بمرضه وسوء حالته الصحية ليتوقف عن العمل بل جاهد حتى آخر لحظة من لحظات حياته ليدافع عن ما يؤمن به وبشدة، ألا يستحق ناصر منا التقدير والإمتنان لوجوده يوماً في هذا الحقل فهو زميل وشريك أساسي لا يمكن تجاوز ما وقع معه وتركه للتاريخ في انتظار أن يتكفل بأمره وقضيته أحد آخر ، هل يجب أن يكون ناصر نموذجا ً غربيا ً حتى يتم الإحتفاء بإنجازاته وتذكرها ؟ أو أن يتم تخصيص يوماً دولياً لإحياء ذكراه
أو  جائزة بإسمه لتحفيز المدافعين عن حقوق الإنسان وطرحه كنموذج مشرف للشباب
أليست الكويت أولى به فهو ابنها









ناصر الرس بالنسبة لي هو أمل بحد ذاته وضوء ملائكي في هذا الظلام الموحش ، لم يعرف اليأس يوماً ولم يتوقف عن الضحك رغم كل هذا الألم ، بل لم يوقف حياته عند حد ما ليعلن غيابه التام ، تزوج وارتبط بمن اختارها قلبه وهي العزيزة وشريكة دربه وحياته زينب أحمد وهو أب لحسن وحاليا ً زينب تنتظر مولودهما الثاني ، حاول إتمام دراسته حيث التحق بجامعة كارلتون في كندا أملاً في إنهاء تخصصان في آن واحد وهما القانون وحقوق الإنسان وفي آخر مكالمة بيننا قال لي : هديل تعالي كندا درسي حقوق إنسان انا ناوي اخلص تخصصين بوقت واحد 

كان يرغب بخدمة الإنسان عبر هذا التخصص ، حيث  كان يطمح أن يتعلم كل تلك الوسائل التي تمكنه من دعم أي قضية حقوقية سلمياً عبر بناء قدراته وتنمية المعرفة ، بالعلم وهو سلاحه الوحيد ضد الجهل وغياب الوعي المجتمعي وهو السلاح الذي تستفيد منه الأنظمة والسلطات القمعية  

تظن بأنك لم تترك إرثاً خلفك حتى ترى ما سنفعله من بعدك ..
فقدك دون تاريخاً جديداً يتجاهله أعداء الحرية عزيزي ..
تأكد بأنك مخلد في كل هذه الأرواح الحرة ..

فسلام على روحك المحلقة بيننا ..

اختك .. و صديقتك ..

هديل بوقريص