Tuesday, July 19, 2016

مقالي على مدونة ارفع صوتك : خطواتك نحو حقوقك



http://www.irfaasawtak.com/archives/25429


بقلم هديل بوقريص:
اليوم أصبح التعامل مع الكثير من المصطلحات واقعاً يجب أن نعيشه، بتنا نجدها في الصحف الإلكترونية، مواقع التواصل الاجتماعي وحتى في الندوات المعنية والمختصة في مجالها وكذلك العمل التطوعي.
“حقوق الإنسان”، واحدٌ من المصطلحات التي تلاحقنا أينما ذهبنا، في أعلى المجتمعات ممارسة إلى أدناها تعاملاً. لكن البعض يمر عليه من باب الفضول ويتركه. والبعض الآخر يتجاهله. ومنهم من يود لو أنه يتمكن من الإمساك بتلك الأطراف المبعثرة ليجمعها لكنه يخشى أن يضع القطعة الأخيرة مكان القطعة الأولى، مردداً سؤال: من أين أبدأ؟ وهل أنا على الطريق الصحيح؟
تعريف حقوق الإنسان ليس ثابتاً، بالشكل الجامد لفظياً. فهو قد يتغير مع تغير الجغرافية وحاجات الفرد ومدى حرمانه منها وأيضاً مدى توفرها وتحقيقها على أرض الواقع. لذلك كل هذه التعاريف هي مقبولة وواردة. وعند سؤال أي شخص عنها، ستجد هذه القواسم المشتركة دائماً. فحقوق الإنسان هي “المعايير الأساسية التي لا يمكن للناس من دونها، أن يعيشوا بكرامة كبشر وهي أساس الحرية والعدل والسلام و من شأنها احترامها وإتاحة فرصة تنمية الفرد والمجتمع تنمية كاملة”.
بدايةً، دعني أخبرك أنه لا يوجد طريق خاطئ في حقوق الإنسان. بل إن كل الطرق تقود إليه لو إننا أردنا التمسك بالجوهر الحقيقي له. نعم هناك سلع مقلدة في كل مكان وفي كل مجال وقد تكون مخادعة، وهنا يمكنك الاعتماد على “وعيك وإدراكك للأمور” المحيطة بك، واضعاً في الحسبان عدة عناصر لإتمام الصورة المثالية المنشودة (جغرافية المكان – البيئة المحيطة – الزمن –  الانتهاكات ونوعها – الخصم – الضحية أو الناجي من الانتهاك – إمكانياتك وأدواتك).
لماذا قد تحتاج إلى كل هذا لتعرف الطريق الصحيح؟
لأن كل هذه العناصر هي التي تكوّن الحالة، تحدد ملامحها وتصنفها، تصقل وعيك وإدراكك، تضيف إليك خبرة جديدة. ولأن العمل في هذا المجال أو حتى الاطلاع عليه دون الدخول في ميدانه هو تراكمي. لذا يحتاج منك إلى صبر وانتظار طويل قد يمتد إلى سنوات حتى تستطيع أن تمسك بالنتيجة النهائية بين يديك، أو ربما لن تكون هناك أي نتائج على الإطلاق. ولا أعني بهذه العبارة أن أزرع اليأس في صدرك، مطلقا! بل لأنني أرغب بكسب عضو جديد ينضم إلى معركتنا السلمية الطويلة الأمد ليقف معنا، ليعرف منذ البداية ما الذي نفعله؟ وما الذي قد نواجه؟ لأننا نحتاج اليوم إلى كل صوت مؤمن بحقوق الإنسان يصدح هنا وهناك ليتحدث نيابة عن الضحية أو الناجي من الانتهاك، الذين يعتمدون بشكل كبير علينا وعلى عملنا، ليواجه الخصم مطالباً بإقرار العدالة بأسلوبه الخاص ونبرة صوته التي يختارها. فلا شيء ملزم ولا حدود لاستخدام كل هذه الأدوات السلمية. بل كلما كنت مبدعا ً، كلما اقتربت من رفع صوتك أكثر فأكثر محافظاً على أمانك الشخصي دون تعريض نفسك والآخرين للخطر.
وهذه خطوتنا الأولى وعندها فقط تقرر: هل أكمل في مجال حقوق الإنسان، أم أكتفي بالتأمل من بعيد؟ هل هذه مهمة شاقة جداً؟ أم إنها سهلة لو تكاتفنا وعملنا معاً جنباً إلى جنب؟
هي أسئلة مشروعة ومن حق كل شخص يهّم بالانضمام إلى مجموعة لا يعرفها أو أصدقاء جدد. ولولا أننا نود أن نكسب المزيد من الأصدقاء الذين سيكونون في البداية حلفاء وداعمين لما حملت على عاتقي ترك كل هذا الأثر خلف كلماتي لتتبع بقية الخطوات التي سأتناولها في المقالات القادمة.